Saturday, November 17, 2007

تضحية في مملكة الخيال

الفصل الأول: الفتاة في مملكة الخيال
شعرت الفتاة وهي نائمة بدفء يسري في جسدها ،وضوء يخترق عينيها، فأفاقت من النوم لتنظر لترى درج من نور القمر يصل إلى السماء. انتابها الفضول لتعرف إلى أين يصل ذلك الدرج، فبدأت بصعود، بدا الدرج يتحرك إلى السماء ليسير بها، كانت تنظر حولها بدهشة ،على كل تلك الأجرام الجميلة النيازك الشهب النجوم التي تنتشر هنا وهناك، كأنها الماس المنتثر على قطعة مخمل سوداء، بدأ ذلك السلم بنزول نحو كوكب حتى وضعت قدميها على ارض الكوكب، والدهشة قد ازدادت على وجهها! يا له من جمال أخاذ فسماء مغيمة بيضاء، ومع ذلك أشعة الشمس تنير المكان بنور قوي، والجو معتدل بنسمات ناعمة، الزهور تغطي الأرض، والأشجار تلونة بألوان مابين الزرقة، والخضرة النضرة، والون البنفسجي، تستطيع تنفس عبق الزهور من على بعد أميال.البيوت هناك كبيوت الدمى، والناس هناك كانوا يشبهون الدمى، وأحجامهم اكبر بقليل من أحجام البشر، وجميع مخلوقات الكوكب مجنحه، بأجنحة كأنها أجنحت الطيور، أجنحة كبيره، وإذ بشيء ينمو على ظهر الفتاة، بدأت تظهر براعم صغيره تزداد بنمو حتى ظهر لها جناحين جميلين جداً، ولكنهما مختلفين عن باقي مخلوقات الكوكب، كأنها جناحا فراشه بلون ازرق قاني، سارت الفتاة في طرقات المدينة الرائعة، والجميع ينظر إليها بتعجب! صعقت الفتاة، ودب الرعب شديد في قلبها، وبدأت نبضاته تتسارع عندما قبض عليها الجنود، كان الجنود بهيئة مابين الأسود والبشر، فأجسامهم كانت بشريه وأطرافهم أطراف اسودن ووجوههم مناصفة بين الأسود والبشر، وخاصة أعيونهم والأفواه كانت متطابقة مع الأسود، لديهم شعر غزير أصهب على رؤوسهم . حملوا الفتاة بقوة إلى السماء حتى ترائ لها قصير كبير، وشاهق بين الغيوم، وفي حديقة القصر التي زرعت بين الغيوم حط بها الجنود هناك، وما أن بدأت تأخذ أنفاسها، وتنظر حولها في خوف شديد، رأت أمامها رجوليين احدهما يناهز الأربعين من العمر ذو طله بهية، ووجه محبب، وبشوش، طويل القامة، ونحيل نوعاً ما، بعينين صغيرتين طيبتين، وشعر اسود، كان ذلك الرجل هو الوزير. أما الأخر فقد تقدم به السن ضخم الجسد يتعكز على عكاز، وعينين واسعتين، ثاقبتين، حادتا الذكاء، ووجه كان متجهماً رغم سماحته، ولحية بيضاء طويلة، عرفة فيما بعد انه الشيح الحكيم.بداء الوزير الحديث محاولاً تهدئة روع الفتاة، ماسحاً بيده على شعرها البني الطويل المموج، وقد تركها تتكئ على احد ساعديه لتقف.الوزير: فتاتي العزيزة لقد جلبناك من عالم البشر إلى عالم الخيال لمهمة غاية في الصعوبة، هي أن تنقذي حياة الملك، فقد أصيب الملك بإصابات بليغة جداً، وجروح مروعه، وكسور في أجنحته عند قتاله مع الوحوش، التي احتلت تلك المدينة في قعر الوادين أنها أجمل إمارات في مملكة الخيالن فطرقها مذهب،ه وأبوبها مرصعه بالجواهر، ونوفذها ذات زجاج ملون، قد رسمت عليه رسومات غاية في الدهشةن والأنهار هناك كل وحد يجري بماء له طعم ومذاق مميز، إنها أثرى، وأجمل إمارة لدينا، تسكنها أميره جميله جدا، وهي حب الملك الأزلي، وقد سجنها ملك الوحوش في ذلك البرج العالي هناك، وهو يحرسها حراسة مشددة، فقد سور المدينة بعدة أسوار بين تلك الأسوار تنمو نباتات ذات أشواك كبيره جدا جدا بحجم ، وهي تتحرك، وتلتف لتنقض على كل من يقترب منها، والوحوش هناك يخرجون من أفواههم كتل من النار يقذفونها على أعدائهم.بادرت الفتاة قائله: كيف هو شكل هذه الوحوش.الوزير: إنها تشبه البشر والذئاب في أن معاً.بدأت الفتات في تخيل شكل تلك الوحوش.بدرها الوزير منوهاً: هناك ملك الوحوش وهو يحب الأميرة حباً كبير وهو يتمنى موت ملك الخيال، فانتبهي منه، ولكن دعكِ لان من كل هذا، فمهمتك هنا هي الوقوف على أمر الملك، والاهتمام بعلاجه، فحياة الملك متوقفة على مدى إخلاصك ، عليكِ أن تحاولي إنقاذ حياته، فقد عجز أهل الكوكب عن شفائه وأنتي الوحيدة الجديرة من البشر بشفائه، ولقبك هنا في القصر هو الحارس الأمين، فأنتي التي ستسهرين على راحت الملك.طوال الوقت الذي يتحدث فيه الوزير كان الرجل الحكيم صامتاً لا ينطق بكلمةٍ، وما أن انتهي الوزير من شرح مهمة الفتاة حتى بداء الشيخ الحكيم بالحديث.الشيخ الحكيم: يأيتها البشرية يجب أن تعلمي بأمر مهم. لكِ في كوكب الخيال أمنية واحدة فقط تتمنينها لنفسك، ولا يجوز أن تتمنينها لغيرك، ما أن تتمنينها حتى تفقدين القدرة على العودة إلى كوكب الأرض، وعالم البشر وتبقين في عالم الخيال إلى الأبد، فانتبهي لأمنياتك أحذركِ انتبهي لأمنياتك.كانت الفتاة تنظر إليه ببرئه تشبه براءة الأطفال وأومأت برأسها علامة الموفقة.تحرك الرجوليين إلى إسطبل الخيول تتبعهما الفتاة، وعندما دخلا إلى الإسطبل، هاجت الخيول المجنحة الضخمة، حيث استنكرت شكل الفتاة، وطلب منها الوزير أن تختار خيل من هذه الخيول الضخمة لتكون رفيقة بحثها، استقرت على احد الخيول الهائجة وبدأت تنظر إليه، وبداء يهدأ ويرتخي، كان خيل ادهم اسود كالليل، مدة الفتاة يدها لملامسته الخيل، ابتعد الخيل عنها في بادئ الأمر، ولكنه اقترب أخيراً وترك الفتاة تمسح عليه هدئت الخيول كلها بعد مارات ذالك الأمر.خرج الرجوليين خارج الإسطبل اخبر الشيخ الحكيم الفتاة إنها الآن سوف تذهب لتقابل الملك، ودخلوا جميعهم القصر كان قصراً كبيراً جداً بأسقف عاليه جداً، وممرات واسعة، نصف جدرانها مزخرفة بالجواهر، وأرضيتها مذهبه، كانت هيا تنظر حولها، والدهشة علت وجهها، يا لهو من قصر رائعة! التماثيل من الذهب الخالص، واعين تلك التماثيل من الياقوت، وهناك الرخام الملون، والعقيق التي رسمت به لوحات جميله، الثريات إنها من المرجان والفيروز، ولسقف شفاف تستطيع رؤية نور الصباح، ونجوم الليل منه، يا لهو من قصر! وصلت الفتاة إلى باب غرفة الملك، وكان الباب مرصع باللؤلؤ الملون، رسم به صورة صقر، كانت الفتات في شوق لملاقاة الملك، لتعرف شكله، مدى سوء جراحه، ومدى قدرتها على شفائها، طرق الباب ثم فتح الباب الكبير، تقدم الشيخ الحكيم إلي سرير الملك وقال: بصوت واضح سيدي الملك قد أتت الحارس الأمين من عالم البشر وهي الآن بين يديك لترعاك .قال الوزير ر بهمس للفتاة : تقدمي قليلاً لسرير الملك.كانت الفتاة تشعر برهبة، وهيبة من الموقف تقدمت بخوف نوعاً ما حتى وقفت أما سرير الملك انه شاب جميل جداً.نظرت الحارس الأمين للملك، كان يشبه الصقور نوعاً ما فعدسة العين تملئ محجر العين، وهي كبيره جداً، الوجه عريض،بخدين ممتلئين، وذقن مستدق الأنف حاد معقوف قليلاً، والشعر يميل لشقرة، وهناك خصالات بنيه فيه، نظرت إليه بعين فاحصه، فالجروح عميقة، بداء الشك يدب في قلبها من قدرتها على شفائه،لكن تأوهات الملك، ونظرات الألم، التي كان يحاول إخفائها عنها أعادت لها العزيمة في البحث عن الدواء، رحب بها الملك بصوت هادئ لا يخلو من القوة، والألم في أن معاً، فقد كانت الكلمات متقطعة نوعاً ما.قال الملك: أيتها الحارس الأمين اعتقد انك قد علمـ....ت لما آتيتي إلى هنا وأنا اعتقد انك ستبذلين جهدك وستـ...قومين في مهمتك وأتمنى لكي التوفيق، أنا الآن ضعيف جداً وبين يديكِ.ثم عاد ليغمض عينيه، خرجت الحارس الأمين مع الرجوليين حتى وصلت إلى مكتبة القصر. كانت مكتبة كبيره جدا جدا جداّ، ويمكن أن تتقلب الكتب لتقرءا بطريقه أخرى، أو بلغه أخرى، يمكنك قرأت الكتاب بطرق عديدة، تعجبت الفتاة لذلك، لم تكن لتبحث في تلك المكتبة الكبيرة، بداء أقزام صغار يشبهون الأرانب يقفزون نحو الكتب، ويجلبونها لها لأنهم علموا سبب قدومها، وعلموا أنها الحراس الأمين ما أن يوضع الكتاب أمامها حتى تقلب أوراقه لوحدها و تظهر لها الصفحات إلى تريدها ،وكان الكتاب يقرأ أفكارها.بعد أن تعبت من القراءة، وعرفت بعض الطرق لتطبيب الجروح، أخذت احد الكتب الذي يحوي على أعشاب طبية نادرة لها قدره علاجيه قويه في مداواة الجروح انتقلت الفتاة بعد تنولها لعشائها إلى غرفة الملك لتسهر على راحته، وتدوي جرحه وكان الوزير والشيخ الحكيم ينظران إليها.قال الشيخ الحكيم بنوع من التشكك في قدرات الحارس الأمين: اعتقد إنها حتى الآن لا تعلم بمدى الصعوبة التي ستواجهها وهي تبحث عن الدواء فهناك مناطق مخيفه ،وخطره في بلاد الخيال، لم تعرفها هذه الفتاة بعد،لم تعرف حتى الأن غير المناظر لجميله. لن تستطيع الصمود طويلاً إلا إذا .............. وسكت الشيخ الحكيم.الوزير : إني مأمن بشجاعة الحارس الأمين رغم ضآلة حجمها فقلبها كبير جداً، واعلم أنها ستكون الأقوى، وسوف تنقذ الملك.كان الوزير يقول كلمته بثبات، وقوه وينظر للحكيم وبثقة كبيره.ذهبت الحارس الأمين للملك، بدأت تغير ضمادات وتضع له الأعشاب التي صنعتها من وصفات الكتب على جراحه، وهو يتألم الم شديد ورغم ذلك بقي يبتسم لها حتى لا يشعرها بالخذلان، بعد أن انتهت من عملها طلب منها الملك طلباً أن تأخذه إلى نافذة غرفته التي تطل على الوادي، وقد خيم الليل على مملكة الخيال ولم يبقى من الوادي غير النور النوافذ، ونور ذاك القصر تلك الغرفة في البرج ينظر لها الملك ويتألم، إنها غرفة الأميرة الجميلة حبه الطفولته، ويعلم أنها هناك تنظر إليه. فالغيوم في الصباح تحول دون رؤية نور غرفتها ولكن الليل يظهره، كان يخاف عليها ويفكر كيف هي الآن هل تفكر فيه هل هي تقف هناك عند النافذة كما هو.بدأت الحارس الأمين تفكر وتقول في قلبها:ما مدى جمال تلك الأميرة التي يتقاتل عليها ملكان وهل ملك الوحوش جميل كملك مملكة الخيال.الملك ينظر للفتاة البشرية ويفكر: هل تستطيع هذه الفتاة إنقاذ حياتي. لأحرر الأميرة هل لديها الجرأة لذهاب لتلك الأماكن الخطرة آه أتمنى ذلك أتمنى ذلك. يتبـع

No comments: